ما الذي أنصحُ به شاباً عمره 17 ومقبل على دراسة الطب؟ (تم تحديث المقال)

السؤال

عمري 17 سنة وتحصلت على معدل ممتاز في الباكالوريا، اخترت الطب وأشعر بأنني تائه في هذه الحياة لا أعلم ما أريده منها ولا ما تريده مني، في كثير من الأحيان أشعر بأنني أخطأت باختياري للطب، أنا أحب العلوم الطبيعية لكن أشك في قدرتي على الاستمرار في هذا التخصص، أشعر بضياع كذلك من نواحي أخرى منها الجانب الديني، أتمنى أن تنصحني، وما رأيك في تخصص الطب بالجزائر؟

بداية نشكر من طرح السؤال للسماح بالإجابة العلنية عنه لتعميم الاستفادة، ولنحاول الإجابة الآن عليه بعون الله وقوته.

لاحظت أن هناك ثلاث مشاكل رئيسية تظهر في السؤال هي التوهان وهو شعور حيرة يكشف عن عدم معرفة ما الهدف من حياة الشخص والشك وهو شك بالقدرة على فعل أمر أو النجاح فيه في حال فعله أو تحمل تبعات النجاح وما بعده في حال النجاح، والقلق بشأن هل المسار الذي اخترته مسار صحيح ومناسب لي أم لا.

هل الطب خيار جيد لي ام لا بالاخص في الجزائر

اولا نهنيء الطالب على النتائج التي حققها، ونتمنى له كل التوفيق في مسيرته المقبلة، يظن البعض أن من اختار هدفه في الحياة فهو في مأمن وقد نال غرضه وانتهى الموضوع لكن ذلك خاطئ والدليل هو تحول حياة بعض الناس في سن متأخرة من مجال لآخر. ان عدم معرفتك اذن بالهدف الذي تسعى إليه -في حال بذلت جهدك- ليس عيبا. انا هنا لن انصح بخمسين كتاباً لتقرأها لتعرف هدفك ولن أضع أي احالة لأي كتاب وقد تعلمت من زمن أن من يدرس الطب ليس له وقت كي أخبره “اقرا الكتاب الفلاني” لذلك لن أحيل إلى أي عنوان كتاب هنا وستكون بشكل نقاط اعتقد انها ستفيد الكثيرين.

وبداية من الجيد أن تعرف منهجي في محاولة الاجابة عن الاسئلة، وهي انني اجيب على الأسئلة عادة بجعل نفسي قدر الإمكان في مكان الشخص ومن ثم افكر فيما سافعله لو كنت مكانه.

بادئ ذي بدء لما كنت ادرس في المدرسة الوطنية العليا للفلاحة كان لدي كثير من الاصدقاء طلبة الطب كما لدي تواصل الان مع الأطباء وطلبة الطب حتى الآن ولدي نظرة لا بأس بها عن الموضوع واهم ما يمكن نصحك به في هذه النقطة هو ما يلي

1- ” لا تعتمد اقوال الناس عن الموضوع”، أي موضوع كان.

بمعنى، صحيح أن الطب لن تجده كما يبدو في المسلسلات الكورية أو مسلسل “غرايز أناتومي” او مسلسل جوهرة القصر – الذي جعلني اعشق الطب- لكن في ذات الوقت لا داعي لأن تصدق اقوال الناس عنه وذلك أنه حتى لو كان هناك مثل يقول “اسال المجرب ولا تسال الطبيب” إلا أن المجربين في الجزائر العزيزة غالبا وفي كثير من الأحيان يعطونك معلومة خاطئة عن عمد لصرفك عن ذلك المجال وهنا لا تهمنا دوافعهم ما يهمنا هنا هو أنه ليس مصدرا موثوقا أن تعتمد على أراء الناس حول موضوع معيّن.

كما أنك لو التزمت في حياتك المعرفية بأخذ المعلومة من مصدرها مثلا عندما يقولون لك الاستاذ الفلاتي كذا لكنك تعلق الحكم حتى تجرب بنفسك أو تسأله هو شخصيا فإن هذا سيوفر عليك الكثير جدا من وقتك ويعطيك دفعة في حياتك لا مثيل لها. أنا أؤكد بشدة على تطبيق هذه القاعدة، هي قاعدة بسيطة لكنها قدمت لي الكثير في حياتي.

حاول الالتزام بهذه القاعدة في حياتك كلها الناس عادة تعطلك بقول ما تعتفده (هي) عن الأمور التي ستجدها في الغالب ليست كما حكوا لك عنها ابدا (مثلا قصصهم عن الخدمة الوطنية، او تجربتهم في كراء محل تجاري) وكما قلنا لماذا يفعلون ذلك ليس مهما ولسنا علماء اجتماع لبحث هذا الموضوع، الناس تسيء فهم تجاربتها بذاتها وذلك لتفاوت العقول وكما تدرك أن العقول تختلف فالافضل كلما أمكن لك ذلك أن تجرب الشيء بنفسك أو تأخذ المعلومة من المصدر الاصل، وضع تحت الأصل خطوطا بقدر ما تشاء.

من هذه القاعدة بالذات أنصح الا تأخذ بكلام أحد وتعطي فرصة لنفسك لتجريب عام كامل من دراسة الطب في الجزائر. بعد العام اعمل تأمل مع نفسك يعني امنح وقتا لنفسك وفكّر جيدا ثم خذ مشورة من تتوسم فيه الحكمة من عائلتك ونفذ قرارك واختيارك. لكن العام الأول لا بد منه بلا شك.

2- امنح نفسك فرصة للتجربة وتصالح مع نفسك لما تخطأ فانت في سن الأخطاء

ان افضل طريقة لاكتشاف هدفك في الحياة هي تعريض نفسك لأكبر عدد ممكن من التجارب؛ في حالتك قلت انك تحب العلوم الطبيعية لكنك لم تكن لتحبها لو لم تجرب يوما أن تعرف ما هي اساسا

ما اريد إيصاله هنا هو أنه بالتجارب نتعرف على أنفسنا، مشكلة عدم معرفة الهدف هو عدم معرفة أنفسنا لأن معرفتها يتيح لنا أن نعرف بدقة لماذا نصلح ولماذا نحن هنا

ومعرفة النفس لا تتم إلا بالتجارب والدراسة والسفر لها والاقامة بعيدا عن الأهل تجربة فانا اشجع عليها

لا تكن مثلي وتقع في نفس خطأ عدم تجريب ما يكفي.

لقد عشت خمسة سنوات في العاصمة ولم اذهب قط لحديقة الحامة الرائعة أو مقام الشهيد، أنا لم أر هذين المعلمين بعيني ابدا ويشبه الامر كانط الذي عاش ومات ولم يرَ البحر قط مع أنه لا يبعد عن مكان إقامته أكثر من ثلاثين كلم، (يذكر أيضا أنه لم يغادر بلدته أبداً) بالنسبة لي من حسن حظي أن زرت البحر مرارا.

ما أود قوله هو أن الاستكشاف مهم والعزلة اي الاعتكاف بين الحين والآخر ضرورية لكن التوسع في كليهما مضر.

جد نقطة متوازنة بينهما وامض قدما

3-  الاصدقاء

أصدقائك هم ما يشكلونك في نهاية المطاف، لذلك لا بد من حسن اختيارهم ومن ثم الحفاظ على المختارين منهم، وقد صدق من قال قل لي من تصادق أقل لك من أنت.

حاول هنا أمرين (أن تعيد النظر في أصدقائك الحاليين (عملية المراجعة مهمة)، والعمل على اكتساب أصدقاء جيدين جدا). أيضا حاول أن تبقي على صلة الرحم فعالة ونشطة (العائلة الصغيرة والكبيرة)، كما يمكنك أيضا أن تجد أصدقاء (خارج مجال تخصصك) وأصدقاء اكبر منك سنا تثق بهم. حاول ان تكون الروابط بينك وبينهم قوية هنا بعد التأكد من موثوقيتهم وأنهم يقولون ما يفعلون حقا وأنهم أناس صالحون جيدون ذوي كلمة وليس مجرد كلام هوائي لا طائل منه. ستجدهم في الكثير من المواقف والقضايا ولما تضيق بك الدنيا (وستفعل ذلك كعادتها) يمكن للالتقاء بهم او الاتصال بهم أن يخفف عنك.

4-  الأمور المالية

قبل أن أتحدث عن الأمور المالية، أنصح بشدة بتعلم حيل الحياة (life hacks) وهي قواعد بسيطة لانجاز المهام اليومية بأقل تكلفة ممكنة، إن معرفتك بهذه الحيل وتعلمها -عبر النت أو بالاتصال بأمك أو جدتك لأنهما في هذا المجال يعرفان حقا أكثر من غوغل- يكسبك أولا توفيرا هائلا للمال ويجنبك الوقوع في الاخطاء المالية ويحفظ لك مصروفك.

لا بد من تنظيم أمورك المالية بالطبع والاحتفاظ بدفتر جيب صغير لضبطها (مهما كانت قِلّتها) وانتبه إلى ان تسجيلك للامور المالية بالغة الضآلة ليس بخلا لأن التسجيل نفسه والمتابعة له العديد من الفوائد والمزايا. التسجيل يعني انك تضبط امورك وتمنح لعقلك فراغا واتساعا كي يفكر بامور اهم فانت لست في قلق بشأن المصاريف ووجوه انفاقها.

ونصيحتي هذه تسري حتى لو كنت من عائلة غنية ولا تحتاج لضبط أي شيء. لأن عادة الانضباط المالي في حال طبقتها في سنين دراستك سوف تصبح طبعا فيك وطبيعة اخرى متأصلة ستنفعك في حياتك جدا.

5-  الأمور الدينية

اقامة الجامعات تشبه برج بابل، من تعدد اللغات والاعراق والمذاهب والطوائف والأفكار. لذلك قد يكون اعتقادك الديني على المحك وفي اختبار في العديد من المواقف. والمعتقد الديني مشكلة لانك حتى لو قلت لن اجادل احدا بفرض ان لديك افكارك الخاصة فسيجد الناس فرصة او تتعرض لموقف تضطر فيه لابداء وجهة نظرك. وفي هذا الجانب انصحك بأمرين فقط: تعلم الضروري من الدين والمقصود بهذا المصطلح هو المعلومات الأساسية التي ينبغي على كل مسلم معرفتها في دينه، وعدم الدخول في أي مناقشات أو مناظرات دينية. وخذها مني هي لن تفيدك. حتى لو انتصرت في ألف مناظرة. يمكنك بين الحين والآخر متابعة النقاشات التي تدور في الجامعة والإقامة لكن دون أن تتعلق بها. فقط من باب معرفة آراء الآخرين ودع الامور والمناقشات لأولئك المتحمسين لها.

6- السياسة مفسدة للشباب

إن المطر الوحشيّ الذي ينزل على رؤوسنا يوميا كأخبار سيئة وشريرة يدمر النفسيات على المدى الطويل، ولسبب ما أطلقت شركة غوغل خدمة “غوغل سمّعني خبراً جيدا“، لذلك ما أنصح به هو عدم متابعة الأخبار السياسية بشكل نهائي إن أمكن والتقليل منها خاصة في الأوقات الصباحية وقبل النوم لأنها مضرة جدا. والاقتصار فقط على الأخبار الجامعية المهمة والمرتبطة فقط بالتخصص الذي تدرسه.

أضف إلى ذلك من الخطر أن تشترك في الحركات السياسية النضالية داخل الجامعة، نظرا لانك حتما ستكتشف لاجدواها في وقت متأخر بعد أن يفوت الأوان فلكل شخص أجندة ولكل مجموعة إيديولوجية وستكون فقط إن تابعتهم وقودا يحترق سريعا وتستعمل لأغراض لا علاقة لها بالشعارات التي يرفعونها ويخدعون بها الناس. (حتى لو اقسموا بالله على أن نواياهم طيبة فالجميع يقسم).

هنا أعيد الاستشهاد بكلام الاديب العراقي أحمد سعداوي (45 سنة) في منشور له على حسابه الرسمي في موقع فيسبوك بتاريخ 21 أغسطس 2018 :

بالنسبة لي لا أريد أن يشارك أحدٌ من الشباب بأي معركة عادلة أو خاسرة، لا أريد لأحد أن يتحمّس لأي قضايا كبرى. لا أريد أن نكون جزءاً من معسكر اليمين ضد الشمال، أو الشرق ضد الغرب، أو جماعة الليل ضد جماعة النهار، وجماعة الشاي ضد جماعة القهوة.
هناك حياة فائضة… حياة غزيرة ملوّنة ومتنوعة، خارج هذه الثنائيات. هناك عالم واسع من الكائنات البحرية، خارج مستنقعنا هذا الذي نسمّيه بحراً.

بالنسبة لي أنا فهمت هذه المعلومة مذ كنت في 21 من عمري وسرت عليها وحققت انجازاتي الصغيرة والحمد لله. لذلك من الممكن للشباب العربي أن يتعلم هذه الحكمة ويسير وفقها فينجح.

7-  تنظيم الوقت وارساء نظام المذاكرة

بما أنك متحصل على معدل جيدا جداً فلا بد أن تنظيمك للوقت ممتاز، وحتى إن لم يكن مثاليا فلا بأس فهذا يعني أن لديك الحد الأدنى من تنظيم الوقت، (لن تعوزك طرقه إن بحثت بنفسك) ونفس الشيء بالنسبة للمذاكرة بل أدعوك حتى أن تكتب تجربتك لاحقا لافادة طلبة الباكلوريا الذين يقف أمامهم عتبة صعبة الارتقاء حالياً. وتزداد صعوبة عاما بعد آخر. من ناحية الطب في عامك الأول ومع أنك قد تواجه بعض الصعوبات في التعرف على نظام الدراسة الجديد عليك أول الأمر ومختلف المواد وطريقة حفظها واستكشافها إلا أنه طبيعي جدا في الفترة الأولى لاسيما مع تبدل لغة الدراسة نهائيا (الاولوية للفرنسية) لذلك حاول أن تكسب هذه اللغة بشكل جيد جدا في أقرب فرصة تتاح لك. ولا أفضل من التعلم الذاتي لذلك لن تفيدك الدورات المدفوعة كثيرا في هذا المجال.

أرجو أن أكون قد أفدتك انت ومن سيطالع هذا. وأتمنى لك وللجميع عاما دراسيا مكللا بالنجاح والتوفيق.


تحديث بتاريخ 9/7/2018

قلتُ في المقال ما يلي:

من هذه القاعدة بالذات أنصح الا تأخذ بكلام أحد وتعطي فرصة لنفسك لتجريب عام كامل من دراسة الطب في الجزائر. بعد العام اعمل تأمل مع نفسك يعني امنح وقتا لنفسك وفكّر جيدا ثم خذ مشورة من تتوسم فيه الحكمة من عائلتك ونفذ قرارك واختيارك. لكن العام الأول لا بد منه بلا شك.

وقد عقّب علي الطبيب والمدون فرزت الشياح، بتعليق كله فائدة بحيث رأيت أنه جزء مهم جداً من المشورة لذلك أنشره (بعد اذنه) هنا كتحديث مفيد:

بالنسبة للنقطة الأولى عزيزي يونس ((النقطة هي نصحي للطالب بدراسة سنة واحدة فقط في الطب))، لا أعتقد أن دراسة الطب سنة واحدة تعطيك منظورًا عن الطب أبدًا، خصوصًا في السنوات الثلاث الأولى والتي هي لا تخرج عن منحى العلوم الطبيعية، كعلم الخلية والأنسج والبيولوجيا، الطب هو العمل في المشفى وليس الدراسة، الدراسة هي الطريق الذي يؤهلك لتكون طبيبًا لا أكثر.
لم أجد في سوريا، أو حسب علمي على الأقل، ما يسمى بالتدريب قبل الجامعي، هنا في ألمانيا يمكن للطالب أن يدخل تدريبًا في المشفى مع الممرضين، وخلال هذا التدريب يُسمح له أيضًا بمرافقة الأطباء خلال عملهم ليعرف ما هي المهنة، كيف يكون الضغط النفسي على الطبيب فيها، كيف يتصرف.
على سبيل المثال، هناك طالب ألماني قرر دراسة الطب هذه السنة، لذلك يتدرب في قسم العصبية لدينا في المشفى، وحاليًا خلال وجودي في الإسعاف طلب مني أن أعلمه عند قدوم الحالات المهمة، ومنذ ذلك الوقت يواظب يوميًا على الحضور لقسم الإسعاف لمشاهدة حالات السكتات الدماغية واستخدام الأدوية الوعائية لحل الجلطات المسببة لها، كما يقوم -بعد اسئئذان المريض- بفحص المريض أمامي، كي اعلمه الأعراض والعلامات السريرية على أرض الواقع لا في الكتب. أتمنى فعلًا لو فعلت كما فعل قبل دخولي الطب!

انتهى تعليق فرزت الشياح، طبيب ومدون سوري. مدير تحرير منصة مرصد المستقبل.

10 رأي حول “ما الذي أنصحُ به شاباً عمره 17 ومقبل على دراسة الطب؟ (تم تحديث المقال)

  1. أشكرك جزيل الشكر، لم تبخلني بنصائحك الرائعة.

    “امنح نفسك فرصة للتجربة وتصالح مع نفسك لما تخطأ فانت في سن الأخطاء”،”يظن البعض أن من اختار هدفه في الحياة فهو في مأمن وقد نال غرضه وانتهى الموضوع لكن ذلك خاطئ والدليل هو تحول حياة بعض الناس في سن متأخرة من مجال لآخر. ان عدم معرفتك اذن بالهدف الذي تسعى إليه -في حال بذلت جهدك- ليس عيبا.”.

    أعجبتني كثيرا، أشعرتني بكثير من الراحة والإطمئنان.

    “من هذه القاعدة بالذات أنصح الا تأخذ بكلام أحد وتعطي فرصة لنفسك لتجريب عام كامل من دراسة الطب في الجزائر. بعد العام اعمل تأمل مع نفسك يعني امنح وقتا لنفسك وفكّر جيدا ثم خذ مشورة من تتوسم فيه الحكمة من عائلتك ونفذ قرارك واختيارك. لكن العام الأول لا بد منه بلا شك.”

    وهو ما سأفعله إن شاء الله.

    “بمعنى، صحيح أن الطب لن تجده كما يبدو في المسلسلات الكورية أو مسلسل “غرايز أناتومي” او مسلسل جوهرة القصر – الذي جعلني اعشق الطب-”

    لا أعلم لماذا لم أشاهد مسلسلات أو أفلام تتناول مهنة الطب، سمعت كثيرا ممن عشقوا الطب بسببها (أظن أنه شيء جميل لو أشاهدها)، أما أنا فمنذ أن شاهدت فيلم “The social network”، وأنا أريد أن أصبح مارك زوكربيرخ D: مثلي مثل كثير من المراهقين والشباب الذين تمنوا ذلك أو أن يكونوا بيل جيتس أو غيره، ثم شيئا فشيئا علمت أنني مختلف عنه كثيرا، علمت أنني يجب أن أكون أنا وليس شخصا آخر، أنا شخص آخر مختلف.

    سأتخذ ما كتبته مرجعا أعود إليه من بين المراجع التي أحب أن أعيد قرائتها، أنا كذلك سأدرس بالعاصمة لذا أعدك سأزور الحامة ومقام الشهيد 🙂

    Liked by 1 person

  2. بالنسبة للنقطة الأولى عزيزي يونس، لا أعتقد أن دراسة الطب سنة واحدة تعطيك منظورًا عن الطب أبدًا، خصوصًا في السنوات الثلاث الأولى والتي هي لا تخرج عن منحى العلوم الطبيعية، كعلم الخلية والأنسج والبيولوجيا، الطب هو العمل في المشفى وليس الدراسة، الدراسة هي الطريق الذي يؤهلك لتكون طبيبًا لا أكثر.
    لم أجد في سوريا، أو حسب علمي على الأقل، ما يسمى بالتدريب قبل الجامعي، هنا في ألمانيا يمكن للطالب أن يدخل تدريبًا في المشفى مع الممرضين، وخلال هذا التدريب يُسمح له أيضًا بمرافقة الأطباء خلال عملهم ليعرف ما هي المهنة، كيف يكون الضغط النفسي على الطبيب فيها، كيف يتصرف.
    على سبيل المثال، هناك طالب ألماني قرر دراسة الطب هذه السنة، لذلك يتدرب في قسم العصبية لدينا في المشفى، وحاليًا خلال وجودي في الإسعاف طلب مني أن أعلمه عند قدوم الحالات المهمة، ومنذ ذلك الوقت يواظب يوميًا على الحضور لقسم الإسعاف لمشاهدة حالات السكتات الدماغية واستخدام الأدوية الوعائية لحل الجلطات المسببة لها، كما يقوم -بعد اسئئذان المريض- بفحص المريض أمامي، كي اعلمه الأعراض والعلامات السريرية على أرض الواقع لا في الكتب. أتمنى فعلًا لو فعلت كما فعل قبل دخولي الطب!

    Liked by 1 person

    1. هذه إضافة قيمة منك من مختص أعتز بها وأنوه لصاحب السؤال بتعليقك هذا. طبعا انا قلت سنة لكن بعد السنة ان يطلب المشورة من اهل الخبرة وانا اتوقع ان يستمر لذلك قلت سنة فقط لتجنب احتمال ان يجمد العام انا لا اريده ان يفقد حسّ المذاكرة والزخم الذي نجح به شهادة الباكالوريا بمعدل متفوق. طيب بعد اذنك ولتعميم الفائدة ونظرا لدقة تعليقك هنا وثرائه ساضيفه بعد اذنك كتحديث للمقال اعلاه دمت مبدعا يا اخي العزيز

      إعجاب

  3. شكراً لك على إجابتك على سؤاله، وأتمنى أن لا أكون أزعجك بسؤالي التالي، لكن قلت طالما أجبت على أحدهم قد تملك إجابة شافية لسؤالي.

    بماذا تنصح شاباً عشرينياً وهو منخرط في جانبي العمل والدراسة. ولكنه يعاني مشكلة إلتزام تهدد مسيرته في السلكين العملي والأكاديمي؟ الاستسلام وبيع القضية لديه أسهل من شربة ماء، ويفضل شراء راحة باله مهما غلا الثمن.

    Liked by 1 person

    1. طيب شكرا لسؤالك لكن احتاج إلى معرفة المزيد من التفاصيل طبعا ليست الشخصية فقط فصلي المشكل ماهو هل هو تسويف؟ هل هو عدم انضباط هل هو حالة مزاجية من الركود والتبلد سائدة؟ ما هو بتفصيل اكثر وساحاول الاجابة بحول الله

      إعجاب

شاركني أفكارك!